کد مطلب:219953 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:162

الحجامة فی الطب الحدیث
من كتاب الدكتورة هیلینا عبدالله: «الحجامة الحدیثة»، ترجمة محمد فكری أنور [1] : عندما یصاب الانسان بالمرض، فمن الواجب علیه أن لا یستسلم للیأس... بل یجب علیه البحث عن العلاجات الطبیة، و أن یستخدم وسائل العلاج الطبی. و اذا كان الله لم یخلق مرضا دون أن یجعل له علاجا، فان هذا یعنی أن هناك دواء لكل داء.

أیضا یجب علی الانسان - الی جانب البحث عن العلاج الطبی - أن یبتعد عن السلوكیات الغذائیة الضارة والأنشطة المؤذیة.. و هذا هو ما نطلق علیه مسمی: «العلاج الوقائی»... ذلك أن الوقایة، كما یقول المثل الشعبی: «خیر من العلاج».

فمنذ عهود بعیدة القدم كان الانسان مشغولا بالبحث عن الصحة الجیدة ووسائل اطالة العمر، أما فی الوقت الحاضر فنحن - بحق - محفوظین للغایة، لأننا نستطیع علاج كل ما یصیبنا من علل و أسقام، سواء بالعلاج التقلیدی أو بالمداواة المغایرة التی ظهرت أسالیبها فی الطب الصینی التقلیدی و كذا فی طرق الوخز بالابر والتی نشأت فی بلدان الشرق. و بالاضافة الی ذلك، هناك طرق علاج أمراض الدم، و اعتلال العظام، والمالجة المثلیة، والعلاج بالأعشاب، والمعالجة الطبیعیة (أی العلاج بدون استخدام العقاقیر)، والحجامة الحدیثة التی جاء ظهورها عن بلاد وادی النیل... و هی التی ستكون موضوع البحث فی هذا الباب.

و اننی اذ أناقش موضوع الحجامة الحدیثة، فانما بسبب اكتشافی أنها بالغة الأهیمة و الفعالیة فی شفاء الآلام، و استعادة الوظائف الجسمیة الطبیعیة الی جانب قدرتها علی الوقایة من الأمراض و علاجها. و لذلك فاننی أنشد التقدم خطوة جدیدة الی الأمام من خلال الدعایة الی استخدام طریقة الحجامة الحدیثة فی «علاج» الجسم البشری، و من ثم اتاحة الفرصة للجسم لاستعادة صحته النوعیة والظهور بمظهر أفضل، والشعور بمزید من الشباب والقوة، و تحقیق مستوی من



[ صفحه 521]



الجمال المتقد، و احساس بالعافیة الكاملة، والحیویة الشاملة، والسكون الغامر الذی یشع و ینتشر من داخل ذات الانسان.

علی أن العلاج بالحجامة الحدیثة یعتبر نظاما بسیطا للغایة و اقتصادیا... كما أنه نظام لیست له أعراض جانبیة سلبیة - أنه نظام ینبع من داخل وسائلنا المألوفة، الی جانب أنه یتیح لكل رجل و امرأة الفرصة لاستعادة صحتهما، و لجعل كل منهما فی أفضل حالاته، و أن یتمكن كل منهما من الحیاة فی سعادة و نجاح.

و الآن.. دعونا نناقش كیف نستطیع استخدام العلاج بالحجامة الحدیثة من أجل ترمیم أجسامنا. و بادی ء ذی بدء، و قبل كل شی ء، یجب أن نتعرف علی نقاط الوخز، و علی الخطوط العصبیة، و علی أمكنة مرور هذه النقاط و تلك الخطوط فی كافة أجزاء جسمنا.

لقد خرجنا جمیعا الی الحیاة وكلنا یحمل نفس نقاط الوخز. و جمیع هذه النقاط والخطوط موجودة فی جمیع أجزاء أجسامنا، لأنها جزء منا. و من ثم فالقلیل منا یعرف عنها أو حتی عن وجودها. و علی أساس دراسة أجریت علی مستوی العالم، ثبت أن المعرفة بالوخز بالابر قد ظهرت قبل خمسة آلاف سنة، و أن أجدادنا كانوا یكتسبون الحیویة و طول العمر من خلال العلاج بوخز الابر - و من ثم فاذا كانوا قد حافظوا علی صحتهم باستخدام علاج الوخز بالابر، فلماذا لا نحاول نحن أن نباریهم فی هذا المجال؟

والی أولئك الذین یرغبون المعرفة و یجتهدون فی طلب المزید من المعرفة نقول لهم: «ابدأوا الآن!... فلترمیم الجسم من قناة دی یو Du Channel الموجودة فی ظهر الجسم، ثم نتجة الی قنوات مثانة البول Urinary Bladder Chanels التی تمتد علی جانبی قنوات Du التی فی ظهر الجسم. ثم نتجة الی قناة Ren فی أمام الجسم. و بعد ذلك نستأنف العمل مع جمیع القنوات الأخری بنفس الطریقة و هناك أیضا أربعة عشر خطا عصبیا تمر بجمیع القنوات و تكتشف نقاط الآلام. و نقاط الآلام تلك تعتبر أجهزة تنبیه أو مؤشرات تخبرنا بأن ثمة مشكلة أو انسدادا فی منطقة معینة. والواقع أن الجسم - من خلال نقاط الألم - یصرخ طالبا المساعدة لأنه لا یستطیع تصحیح نفسه. أما اذا حدث تجاهل لنقاط التنبیه، أو لو أنها عطلت بسبب العقاقیر، فان هذه الانسدادات تسوء حالتها و من ثم تصبح



[ صفحه 522]



الآلام غیر محتملة، و بالتالی تتمخض عن مواجهة حاسمة أو اختلال وظیفی فی ذلك العضو أو الطرف.

وحین نتمكن من تحدید أماكن النقاط الضعیفة أو المؤلمة، فان العوادم السمیة الناتجة عن الانسداد یتوجب ازالتها باستخدام الحجامة الحدیثة. ولسوف تؤدی ازالة تلك الانسدادات الی اعادة ال Chi الطبیعی والدم الی تلك القنوات، و من ثم تتحقق استعادة الطاقة الحیویة والوظائف الجسدیة للجسم. والعلاج الفعال یتحقق فقط عندما نستطیع التخلص من الانسدادات. كما أن تحقیق الصحة لیس بالمهمة السریعة، ولا هو بالعمل الیسیر، و من ثم یصبح جوهر العلاج هو عنصری الوقت والصبر و بالتالی تتحدث النتائج المفیدة عن نفسها بنفسها و تثبت ما تتصف به من فعالیة.

هذا، وقد یجی ء وقت یستطیع فیه كل رجل، وكل امرأة أن یتحمل بنفسه المسؤولیة عن صحته الذاتیة وصحة أولئك الذین یعولهم. لقد ابتكرت الحجامة الحدیثة بطریقة تصبح معها سهلة التعلم. سهلة التطبیق فی المنزل، خصوصا بالنسبة للأوجاع والآلام الموضعیة. والواقع أن الحجامة الحدیثة یمكن أن تحتل مكانة باعتبارها من الاسعافات الأولیة التی یلزم وجودها فی كل بیت.

علی أن الحجامة الحدیثة لا تتطلب توفر أیة معدات طبیة معقدة، أو أیة بیئة بعینها، و من ثم یصبح انشاء مركز لهذا الغرض انجازا اقتصادیا للغایة.

و نظرا لما تتطلبه مراكز الحجامة الحدیثة من مبالغ مالیة صغیرة، فبالامكان اقامة مراكز الحجامة الحدیثة علی امتداد أشد بلدان العالم فقرا. بید أن الحجامة الحدیثة تحتاج - كأی علم آخر - الی المزید من الدراسة والبحث لاستكمال عناصرها.

و رغم أن الحجامة الحدیثة ظهرت فی الآونة الأخیرة و لا تزال فی مهدها، فقد أظهرت أن بامكانها علاج تنوع فسیح من الأمراض، و تحقیق استعادة الصحة خلال فترة زمنیة قصیرة للغایة... و من ثم فلن یستطیع المرء اصدار حكم فی هذا الشأن الا بعد أن یخضع هذه الطریقة للتجربة العملیة.


[1] مكتبة مدبولي، مصر، سنة 2000.